خمسة دروس ذهبية في التصوير الفوتوغرافي صالحة لكل زمان
في مقال اليوم سوف أطلعكم على خمسة دروس ذهبية بسيطة كنت أجهلها تمام عندما إشتريت أول كاميرا خاصة بي. صدقوني، هذه الدروس ستكون مفيدة بالنسبة لك للأبد ما دمت تعشق التصوير الفوتوغرافي وتزاوله. كاميراتك سيمر عليها الزمان وستهملها، هذا لا يهم، لكني أريد أن تظهل هذه المفاهيم الخمسة راسخة في ذهنك طوال حياتك، لأنها بكل بساطة ستجعلك تجد حلولا لعدد كبير من المشاكل وستسمح لك بخلق صور رائعة.
الدرس الأول: الكاميرا أم العدسة؟
إذا كنت تريد الحصول على صورة جيدة يجب عليك ألا تقلل من جودة وقيمة البصريات في كاميراتك، بداية من البحث عن العدسة المناسبة لنوع التصوير الفوتوغرافي الذي تود تمارسه، التعرف على كافة خصائصها ومميزاتها، الفوارق المختلفة فيما بينها وكيفية تعديل النتيجة التصوير اعتمادا على الحجاب الحاجز أو البعد البؤري.
الدرس الثاني: الكاميرا أم المصور؟
عمل المصور يتجلى في قدرته على تحقيق الإنسجام بين مجموعة من الأدوات، المبادئ والقواعد التنفيذية بالإضافة إلى إبراز وتوفير اللمسة البشرية على الصورة عبر إعطائها نظرة فريدة من نوعها، أي إضافة اللمسة الفنية التي يتميز بها كل مصور عن الآخرين. إن لم تحترف التصوير الفوتوغرافي من كل جوانبه لا تنتظر من الكاميرا أن تعوض لك ذلك.
الدرس الثالث: الإضاءة هي نصف النجاح.
نجاح صورك الفوتوغرافية يعتمد بحد كبير على الضوء وذلك في شكلين:
- التوفر على كمية كافية من الضوء، توجد العديد من الطرق التي يمكنك الإعتماد عليها في تحقيق هذا الهدف، مثل شراء عدسة ذات فتحة واسعة تسمح بمرور كمية كبيرة من الضوء في وقت وجيز أو إعداد الكاميرا عبر التصوير بسرعات بطيئة الشيء الذي يسمح لك بمرور الضوء الكافي دون الإهتمام بالمدة الزمنية الضرورية لذلك، طبعا في هذه الحالة يجب إستخدام الترايبود لتفادي أي إهتزاز في الصورة.
- بالإضافة إلى التوفر على الضوء الكافي، يجب عليك كمصور أن تكون فنانا في التعامل معه والتعلاعب به حسب حاجيتك. الضوء هو بمثابة عجينة وأنت الخباز المهني المحترف.
الدرس الرابع: القصة في المقام الأول.
قصتك في الصورة يمكن أن تكون رسالة، فكرة موجزة، عواطف... أو شيء آخر من هذا القبيل. عندما يطلع شخص معين على صورة إلتقطها يجب أن تحدث شيء ما في فكره وتؤثر في مشاعره بطريقة غير مباشرة، كل هذا يتوقف على مدى تأليفك للقصة المثالية القادرة على تحقيق هذا التأثير في نفسه كمشاهد ولا تجعله يقول عنها إنها صورة جيدة، قام المصور بتحقيق التركيز أو الفوكس المناسب، إستطاع أن يوفر الإضاءة الكافية...
القصة تمنح صورتك الأساس والمعنى المنطقي. القصة هي روح الصورة الخاصة بك. القصة هي بداية صورك، بكل بساطة هي الشيء الذي تود نقله للمشاهد. الغرض والهدف الأساسي من صورك لا ينبغي أن يكون مجرد إثبات أنك مصور متمكن ومحترف أو يقول عنك الآخرين أنك مصور كبير ومذهل. قبل أن تقدم على إلتقاط أية صورة عليك أن تعمل بشكل جيد على الهدف الذي تود نقله والتعبير عنه للمشاهد.
لو شعرت في لحظة من اللحظات أنك لا تملك القدرة الكافية التي ستجعلك قادر بالتعبير عن قصة معينة من خلال الصورة، أترك الكاميرا جانبا وفكر مليا في الأشياء المحيطة بك وعبر عن قصتك لفظيا، ستجد ظالتك فيها بكل تأكيد، ففي كل مشهد توجد ملايين القصص من حولك فقط يلزمك أن تركز بشكل جيد بعيدا عن الجانب التقني في التصوير.
هناك بعض المصورين يرفقون تعاليق مع صورهم بغية التعبير عن قصة دفينة فيها. هذه الفكرة تعتبر فعالة، حيث يمكنك الإستعانة بها قصد نقل قصتك في جملة أو جملتين، رغم أن هذا ربما لن يكون الوصف الحقيقي للجانب المرئي في الصورة.
الدرس الخامس: جعل الصورة فريدة من نوعها ولا تتكرر.
حاول أن تتجنب إلتقاط أية صورة كيفما كانت بدون إضافة خاصة، إلتقاط صورة واحدة ذات معنى وبعد أفضل بكثير من إلتقاط عشرات الصور بدون لمسة خاصة، في كل مرة تضع فيها إصبعك على زر إلتقاط الصور في الكاميرا فكر كيف يمكنك أن تجعل منها صورة فريدة من نوعها وغير عادية. أمامك الكثير من الموارد والتقنيات التي يمكنك الإعتماد عليها في سبيل تحقيق ذلك. المشاهد لا يهمه ما الذي تريد في البداية من الصورة، بل ما تحكي عنه بالضبط. إلتقط صورة رائعة ذات جمالية خاصة أو قلد عمل مصور فوتوغرافي محترف من باب التعلم، بكل تأكيد ستحصل على عمل رائع جدا، طبعا مع إضافة لمستك أنت على نتيجتها النهائية. تذكر أن الصور الفريدة من نوعها هي التي تؤثر في نفسية المشاهد، حاول أن تجعل صورك كذلك.
كانت هذه خمسة دروس ذهبية عليك أن تعتني بها جيدا وتتذكرها في كل مرة تقبل فيها على إلتقاطها، فهي صالحة لكل زمان ومكان، يمكنك أن تتأكد من ذلك بنفسك، جرب أن تطبق هذه الدروس على صورك أكيد لن تتعارض أبدا مع تطلعاتك.