تحليل صور مدهشة لاجمل اطفال
تصوير الأطفال من الأمور الممتعة جدا في الحياة العامة للناس. الحصول على صور مدهشة وغاية في الروعة للأطفال الصغار ليس من تخصص أي مصور كيفما كان. لتكون حقا في ذلك المستوى لابد من توفر بعض الشروط التي لا محال تعتبر مفتاح كل الأبواب الموصلة للإبداع في التعامل مع الكاميرا لإنتاج صور غاية في الجمالية والروعة.
سبق لنا في مدونة المصور أن طرحنا مجموعة من المواضيع الخاصة بهذا الجانب يمكنك الإطلاع عليها من خلال الروابط أسفله:
أما موضوع اليوم سيكون مختلفا نوعا ما عن بقية المواضيع السابقة التي تحدثنا فيها عن تقينات ومهارات تصوير الأطفال، سنقتصر في هذا المقال على تحليل بعض الصور وإعطاء رأينا فيها، طبعا أنت بدورك يمكنك المشاركة معنا في هذه الفكرة من خلال التعليق برأيك وأفكارك حول الصور التي سندرجها في المقال. بهذا سنكون قد قطعنا شوطا مهما في تبادل الآراء والأفكار حول عالم التصوير الفوتوغرافي. الهدف من هذه الخطوة هو تطوير مجال تحليل الصور ومناقشة تفاصيلها قصد الإستفادة طبعا من التقنيات التي استخدمها مصور الصورة لتكون بذلك خطوة من أجل إلتقاط صور مماثلة أو بكل بساطة نحترم فيها قواعد التصوير المَؤلوفة مع ترك حرية الإبداع الخاص بكل واحد منا للتحليق عاليا في سماء التحدي.
الصورة الأولى:
الجانب القصصي للصورة:
المصور من خلال هذه الصورة يريد التعبير عن قمة براءة الأطفال الصغار، حيث أنه حاول أن يجعل الطفلة الصغيرة تعبر بنظاراتها ووضعيتها بالإضافة إلى إبتسامتها المشرقة, عن قبولها التام بإلتقاط الصورة في أفضل الأحوال بدون أية قيود.
الجانب التقني للصورة:
- المصور طبق في التكوين الصورة قاعدة الأثلاث كما إختار أعلى نقطة من نقاط قوة تركيز الصورة، حيث أنه جعل عيني الفتاة في النقطة اليسرى العليا وهي التي تخصص لها نسبة 41% من قوة التركيز في الصورة.
- إستخدام عدسة ذات فتحة كبيرة أي رقم f صغير الشيء الذي مكنه من التركيز على عناصر مقدمة الصورة وهي الفتاة الصغيرة، في نفس الوقت إستطاع طمس الخلفية إلى أقصى درجة بالرغم من تواجدها بالقرب من الهدف.
- إختيار الألوان المتناسقة في الصورة من النقاط المهمة جدا في الحصول على نتيجة مثالية، التناسق بين اللون الوردي في اللباس والقبعة مع الشعر الأصفر أو الذهبي جعل بشرة الفتاة فاتحة جدا، كما الألوان السابقة غالبا ما تعطي إنطباعا مميزا مع خلفية ممزوجة باللونين الأخضر الفاتح والبني الغامق.
ما رأيك أنت في الصورة؟
الصورة الثانية:
الجانب القصصي للصورة:
صورة جميلة للغاية هدفها جعل المشاهد يركز على الهدف الأساسي من الصورة الذي هو بمثابة طفلة صغيرة رغم أنها غير متمركزة ضمن عناصر مقدمة الصورة التي تعمد طمسها. أراد التعبير عن سعادة الطفلة خلال مرحلة من مراحل فصل الربيع الجميل وإبراز عفويتها ببساطة عالية إستعدادا لإستقبال فصل الصيف فالقبعة التي تلبسها على رأسها توحي بحرارة المكان من خلال مقارنة قوة الظلال المرسومة على ملامح وجهها مع أشعة الشمس الساقطة على ذراعها.
الجانب التقني للصورة:
- تطبيق واضح لقاعدة الأثلاث، اختيار نقطة التركيز اليمنى العليا التي تخصص لها نسبة 20% من قوة التركيز في الصورة.
- طمس عناصر مقدمة الصورة تقنية مميزة جدا تخلق نوعا من الفساحة فيها بدون لفت إنتباه المشاهد، فبمجرد أن تفتح الصورة ستركز مباشرة على الهدف الأساسي المتواجد ضمن عناصر خلفية الصورة. هذا الأمر يخرج المشاهد من روتين مشاهدة عناصر مقدمة الصورة مركزة في أغلب الأحيان.
- بالنسبة للألوان في الصورة فهي فاتحة ومتناسقة جدا مع المشهد العام للصورة، إضافة بعض الورود على قبعة الطفلة يجعلها جزء من المكان الذي ألتقطت فيه الصورة.
- العدسة المستخدمة غالبا فتحتها كبيرة كون أن المصور يتواجد على مقربة من الهدف وحصل على عزل تام في مقدمة الصورة مع تركيز واضح في خلفيتها.
- تكوين الصورة مثالي حيث أنه منح الجزء السفلي للصورة ثلثين 2/3 حيث يتواجد الهدف فيما منح السماء ثلث واحد فقط 1/3.
ما رأيك أنت في الصورة؟
الصورة الثالثة:
الجانب القصصي للصورة:
الصورة تحكي عن علاقة الأخوة النقية الخالصة بين الأطفال الصغار، تم إلتقاطها في حديقة المنزل أثناء اللعب وهما ينظران إلى أحد الأبوين حيث أن إتجاه نظراتهما موجهة إلى شخص آخر دون التركيز على الكاميرا.
الجانب التقني للصورة:
- نفس الشيء كما هو في حالة الصورة الثانية من خلال تطبيق قاعدة الأثلاث وقوة نقاط تركيز الصورة.
- إلتقاط الصورة بالأبيض والأسود جعل من الصورة لوحة فنية رائعة، حيث أن الألوان المتواجدة في الخلفية رغم أنها مطموسة يمكنها أن تجعل المشاهد يصرف النظر عن الهدف الرئيسي في الصورة للحظة معينة. هنا تكمن جمالية الأبيض والأسود حيث يجعل الآخرين يركزون على القصة أكثر من العناصر الثانوية في الصورة.
- العدسة المستخدمة كما هو الحال في الصورتين السابقتين، لأنه غالبا ما يتم الإعتماد على عدسة ذات فتحة واسعة في تصوير البورتريه بشكل عام مع وجود بعض الإستثناءات.
- المصور كان ذكي في تكوين هذه الصورة حيث إلتقاطها في اللحظة التي صرف فيها الأطفال نظرهم عن الكاميرا والتركيز على شخص آخر الشيء الذي منح الصورة جمالية أكبر. هذه الصورة يمكن الحصول عليها أيضا من خلال إعداد الكاميرا وصرف نظر الأطفال عنها بعد يتم إلتقاط الصورة في اللحظة المناسبة عبر الريموت كنترول.
ما رأيك أنت في الصورة؟
كان هذا تحليل بسيط لثلاث صور أطفال رائعة جدا، أتمنى أن يكون تحليلي في محله، لو نسيت جزء ما أو تجاوزت عن شيء معين يمكنك أن تنبهنا إليه عبر ترك تعليقك الخاص في صندوق التعاليق أسفله.