أنواع الضوء في التصوير الفوتوغرافي: الضوء الطبيعي والضوء الإصطناعي.
إختلفت الآراء حول تحديد أنواع الضوء في عالم التصوير الفوتوغرافي، هناك من يقسمه إلى ضوء طبيعي وضوء إصطناعي، فريق آخر يقسمه إلى ضوء داخلي وضوء خارجي أما الفئة الأخيرة فهي تصنفه إلى ضوء يمكن التحكم به وضوء لا يمكن التحكم به. من خلال مقال اليوم سوف نحاول أن نسلط الضوء على كل هذه التقسيمات والتصنيفات الخاصة بالضوء مع الربط فيما بينهما بشكل عام. قبل أن نخوض في تفاصيل أنواع الضوء لابد لنا أن نمر على عنصر مهم ألا وهو تعريف الضوء.
ماهو الضوء؟
الضوء عبارة عن طاقة مشعة يشار إليها وكأنها شعاع كهرومغناطيسي أو طول موجي مرئي للعين البشرية وهو المسؤول عن حاسة الإبصار، ففي غيابه لا يمكننا أن نتحدث عنها لأنه بكل بساطة لا يمكننا أن نرى شيئا في الظلام الدامس. أشعة الضوء المنعكسة من على الأشياء الغير الشفافة هي التي تمكننا من رؤيتها ورصدها. هذا هو التعريف البسيط للضوء دون التعمق في تاريخه وطبيعته والصراعات التي نشأت بين مجموعة كبيرة من العلماء قديما.
ماهي أنواع الضوء في التصوير الفوتوغرافي؟
كما قلنا في مقدمة الموضوع هناك عدة آراء ومقترحات فيما يخص تقسيك وتصنيف أنواع الضوء، دعونا نبدأ من الباب الواسع، الضوء موجود فعلا وهذا يقين مطلق يمكننا التأكيد عليه لكوننا نرى الأشياء من حولنا نهارا ولا نراها ليلا في غياب أي مصدر للضوء. سوف نقسم الموضوع إلى ثلاثة مراحل: الضوءالطبيعي والاصطناعي، الضوءالداخلي والخارجي، الضوء المتحكم به والغير متحكم به.
- أولا: الضوء الطبيعي والضوء الإصطناعي.
الضوء الطبيعي: مصدرها الشمس التي خلق الله عز وجل لكل المخلوقات بدون إستثناء وهي في متناول الجميع. يعتبر الضوء الطبيعي أفضل ضوء على الإطلاق في عالم التصوير الفوتوغرافي فلا يمكن أبدا أن تجد له بديلا لما يقدم للمصور كي ينتج صورا غاية بدقة عالية جدا، حيث أنه يستغله إما بسقوط أشعته المباشرة على الأشياء أو إستخدام العواكس قصد عكس أشعته على الأشياء التي لا يصل إليها بسهولة. الجميل في الضوء الطبيعي هو تنوعه الغير محدود ففي اليوم الواحد يمكن للمصور أن يحصل على أصناف مختلفة من الضوء التي يحتاجها في أعماله الفوتوغرافية، على سبيل المثال، ضوء الساعة الزرقاء، الشفق، بزوغ الفجر و الساعة الذهبية كلها أوقات تختلف فيها درجة وشدة الضوء.
الضوء الإصطناعي: من خلال إسمها يمكننا أن نعرف مصدرها بكل تأكيد فهي كل الإشعاعات المنبعثة من المصابيح، الفلاشات، الوماضات أو أي مصدر ضوئي ناتج عن جهاز إلكتروني. هذا النوع من الضوء غالبا ما يستخدم في التصوير الداخلي بشكل عام أو في الأستوديو بصفة خاصة. كانت الحاجة في إنتاج الضوء الصناعي بسبب الطلب المتزايد من قبل المصورين على إلتقاط صور في أي وقت خصوصا ليلا أو في أماكن تكون فيه ظروف الضوء الطبيعي غائبة أو ضعيفة.
- ثانيا: الضوء الخارجي والضوء الداخلي.
الضوء الخارجي: المقصود بها هو الإستفاد من الضوء الطبيعي قصد الحصول على صور مميزة خلال التصوير في الفضاء الخارجي، كما أنه يمكن الإستعانة أيضا بالضوء الإصطناعي مثل الفلاش الخارجي لإنجاز نفس المهمة.
الضوء الداخلي: يقصد بها التصوير في الفضاء الداخلي التي غالبا ما يتم فيها الإستعانة بالضوء الإصطناعي بسبب نذرة أو غياب الضوء الطبيعي فيه وذلك قصد الحصول على نتائج فوتوغرافية مثالية. كما أن المصور قادر على إستغلال الضوء الطبيعي في التصوير الداخلي عبر النوافذ، الأبواب أو أي فجوة تسمح بمرور الضوء الطبيعي للمناطق الداخلية التي يشتغل فيها.
من خلال هذه المقارنة يتضح لنا جليا أن الضوء الطبيعي يمكننا الإعتماد عليه في الإضاءة الخارجية والداخلية معا، نفس الشيء عن الضوء الإصطناعي التي قد نحتاج إليها في التصوير الداخلي كما يمكن أن تكون لنا فيها حاجة أيضا أثناء التصوير في الفضاء الخارجي.
- ثالثا: الضوء المتحَكم به والغير متحَكم به.
بالنسبة الضوء المتحكم به فالمقصود به هو الضوء الإصطناعي حيث يمكننا رفع شدته ونقله من مكان لآخر بكل سهولة وفي أية ظروف شئنا، أما الضوء الغير متحكم به فنعني به ضوء الشمس الذي لا يمكن لأحد من المخلوقات أن يقوم بنقله من مكان لآخر أو التحكم بشدته، نعم سوف تقول لي توجد مرشحات تقوم بتغيير شدة ضوء الشمس، متفق معك لكن النتيجة دوما تظل تقريبية فقط، كما أن إستخدام العواكس لا يعتبر نقل ضوء الشمس بل هو مجرد عكس أشعتها على الأشياء فقط.
خلاصة: كانت هذه إطلالة قصيرة عن الضوء وأنواع الضوء المختلفة التي يمكن للمصور أن يعتمد عليها في أعماله، لا شك أنك من خلال هذا المقال إقتنعت أن الضوء نوعان فقط طبيعي وإصطناعي أما مسألة تقسيمه إلى خارجي وداخلي أو متحكم به وغير متحكم به المقصود منه هو تحديد الحيز الذي يشتغل فيه المصور بشكل عام والظروف التي يحتاج إليها في كل جلسة تصويرية.