المرشحات أو الفلاتر الفوتوغرافية الخاصة بالكاميرات الرقمية، تعريفها، إستخداماتها، كيفية إستعمالها وأنواعها.
في عالم التصوير الفوتوغرافي الضوئي لا يقتصر الإبداع فيه فقط على الكاميرا، العدسات، الفلاش والحامل الثلاثي... بل توجد هناك العديد من الملحقات الأخرى التي يمكن للمصور الإعتماد عليها قصد تحقيق نتائج مثالية في هذا المجال. من بين أهم هذه الملحقات التي ربما يغفل عنها الكثيرون، نجد ما يطلق عليه إسم الفلتر أو المرشح.
لو كنت منتمي لفئة المصورين الذين يعتمدون في إلتقاط صورهم عن طريق كاميرات ريفلكس، أو بكل بساطة كاميراتك المدمجة تسمح بإضافة ملحقات أمام عدستها، ففي مقال اليوم سوف تتعرف على الفلاتر أو المرشحات، لأي غرض تصلح؟ وكيف يمكن لهذا الملحق أن يساعد المصور في الحصول على صور رائعة ومثالية.
ماهي الفلاتر أو المرشحات الفوتوغرافية؟
كما يوحي إسمها بذلك، فهي عبارة عن ملحق يركب أمام العدسة الخاصة بالكاميرا الريفلكس أو المدمجة، بغرض تغيير طريقة دخول الضوء إليها، هذا الأخير الذي يقوم بإلتقاطه المستشعر في ظروف معينة. يمكن تشبيه هذا الأمر، بشخص يلبس نظارات شمسية التي تقوم بتغيير درجة وحدة الضوء الذي يدخل للعين.
هذه المرشحات أو الفلاتر تلعب دورا مهما وحاسما في التأثير المباشر على الصورة النهائية التي يقوم المصور بإلتقاطها. قد تطرح على نفسك هذا السؤال، لماذا يجب أن أشتري هذه المرشحات أو الفلاتر؟ ما دمت قادرا على تعديل صوري بواسطة البرامج المتخصصة في ذلك دون عناء، أتفق معك في هذا الجانب، لكن عليك أن تعي جيدا أن الصورة التي تضاف عليها تأثيرات مباشرة في الكاميرا تكون بجودة وجمالية أكبر، عندما ستجرب ذلك سوف تجد فرق كبير بينهما. توجد الكثير من المرشحات أو الفلاتر الفوتوغرافية، كما تتعدد إستخدامتها، فيما بعد وخلال هذا سوف نحاول أن نسلط الضوء على أهمها وأشهرها.
ما الغرض من إستخدام المرشحات أو الفلاتر الفوتوغرافية؟
إن إستخدام المرشحات أو الفلاتر الفوتوغرافية أثناء إلتقاطك لصورة معينة، يبقى قرار شخصي يتعلق بك أنت بالدرجة الأولى. هناك بعض المصورين يفضلون الإستثمار في شراء هذه المرشحات والإعتماد عليها كملحق أساسي في إضافة لمسة فنية خاصة على صورهم، بينما يوجد صنف اخر لا يحبذون فكرة الإعتماد على هذه المرشحات لأسباب مادية، في مقابل ذلك يعوضون هذا الخصاص بالتعديل على صورهم باستخدام برامج تحرير الصور. الخياران معا صحيحان ومنطقيان، يبقى الإختيار أمامك أنت الان في أي الفريقين ستكون.
السيارة جهة اليمين تم الاعتماد فيها على المرشح بينما السيارة جهة اليسار لا |
عليك أن تكون مقتنعا أن أي ملحق إضافي للكاميرا لم يتم تصنيعه عبثا، بحيث أن النتائج التي ستحصل عليها بإستخدام هذه المرشحات لا يمكن الحصول عليها بنفس الجودة والدقة عبر التعديل عليها عن طريق البرامج. مثل استخدام مرشح الكثافة المحايدة قصد خفض مستويات التعريض عند تصوير الشلالات أو إزالة الإنعكاسات الصادرة من زجاج نافذة من أجل تصوير ما ورائها.
بالإضافة لهذا، أنت ستحصل على النتيجة النهائية في نفس اللحظة التي تلتقطها فيها صورة ما، بهذا تكون قد وفرت وقت تعديلها وتحريرها بالكمبيوتر.
ملاحظة: العديد من المسابقات التي تنظم في عالم التصوير الفوتوغرافي، لا يقبل منظموها الصور التي يتم التعديل عليها بواسطة البرامج المتخصصة في ذلك من قبيل الفوتوشوب مثلا. ربما هذا حافز ثاني سيشجعك على تجربة عمل المرشحات الفوتوغرافية.
مقولة: المصور المحترف هو القادر على الإبداع بواسطة الكاميرا وليس الفأرة.
كما قلت سابقا، هذه المرشحات تحقق نتائج مثالية ورائعة جدا، لا يمكن الوصول إليها عبر الإعتماد على مجموعة من المراحل والنقرات بواسطة الفأرة في برامج تحرير الصور، مع أنه لا ننكر أنك قادر على إضافة بعض اللمسات الفنية والتأثيرات المختلفة عليها لكنها ستظل نسبية فقط.
ماهي أفضل ماركات المرشحات الفوتوغرافية؟
تتعدد الشركات المصنعة للمرشحات الفوتوغرافية، في الواقع لا تهم ماركات المرشحات بقدر ما يهم العمل الذي تقوم به. تختلف أسعار هذه المرشحات من ماركة لأخرى حسب جودتها وفعاليتها، لابد أن تعي جيدا أن هذه المرشحات حساسة جدا ويمكن أن تتكسر بسهولة، لهذا وجب عليك أن تعتني بها بشكل مناسب. فيما يلي سوف أضع بين يديك ثلاث ماركات معروفة بجودتها في عالم تصنيع وتسويق المرشحات الفوتوغرافية:
- ماركة Hoya
- ماركة HiTech
- ماركة ِCokin
كل ماركة لها إيجابياتها وسلبيتها، لكن لو قمت حقا بإقتناء مرشح من بين الماركات السالفة الذكر، ستكون بلا أدنى شك أنك حصلت على منتج بمواصفات تستجيب للمعايير الإحترافية.
كيف أستخدم المرشحات أو الفلاتر الفوتوغرافية؟
رغم الإختلاف الحاصل بين معظم الكاميرات المطروحة للبيع في الأسواق إلا أنها تتوافق في بعض النقاط، من بينها، كيفية إضافة مرشح فوتوغرافي إلى عدساتها، سواء تعلق الأمر بكاميرا ريفلكس أو مدمجة. يوجد صنفان من المرشحات الفوتوغرافية من حيث شكلها هما:
- المرشحات الفوتوغرافية الدائرية أو الحلقية: إسمها يدل على شكلها، تركب أمام عدسة الكاميرا عبر تدويرها، يجب أن تنتبه جيدا بأن يكون قُطرها مماثل لقطر العدسة. بما أنها تثبت أمام العدسة، فهي تقوم بحماية هذه الأخيرة من أية خدوش أو ضرر خارجي قد يلحق بها، كما أنها تمنع ظهور التظليل الغير المرغوب فيه والذي يتكون في العدسة عن طريق دخول الضوء عبر الجوانب. عيب هذه المرشحات الدائرية هو أنها أقل تنوعا على خلاف المرشحات المستطيلية، كما يجب عليك أن تشتري مرشحات متعددة من نفس النوع على حسب أقطار العدسات التي تملكها.
- المرشحات الفوتوغرافية المستطيلية: تتكون من الزجاج بالأساس، بأحجام مختلفة ويتم تثبيتها أمام عدسة الكاميرا عن طريق حامل المرشحات. تسمح لك بالتحكم الكامل في التعامل معها، لو كنت تريد تصوير السماء بتدرجات لونية مختلفة عبر استخدام فلتر التدرج، يمكنك التحكم في مدى إرتفاع خط الأفق في الصورة هذا الأمر يستحيل أن تحققه باستخدام المرشح الدائري. عيبها الوحيد هو أنها قد تسمح في بعض الأحيان من دخول الضوء عبر الجوانب وبالتالي تكون الظلال الغير المرغوب فيها وتدمير الصورة.
كانت هذه نظرة عامة عن المرشحات أو الفلاتر الفوتوغرافية، في الجزء الثاني من هذا الموضوع سوف نتطرق إلى أنواع هذه المرشحات الفوتوغرافية مع وضع صور توضيحية لكل فلتر على حدى.