تقنيات وأسرار تركيب الصورة من خلال عناصر مقدمتها.
عند الحديث عن تكوين الصورة، دوما نستحضر معه الرحلة التي مرت منها من بداية الفكرة حتى الحصول على النتيجة النهائية للعمل الفوتوغرافي. كلما حاولت أن تبسط فكرة ورسالة الصورة، إلا وحصلت على التشويق فيها وجلبت إليها أنظار أكبر عدد من المشاهدين، كما أنك تستطيع أن تمرر رسالتك التي تود التعبير عنها بكل سهولة عن طريق صورة معينة مركبة بشكل مثالي متناسق. بالإضافة إلى قاعدة الأثلاث التي تعتبر أهم تقنية لتكوين الصورة المثالية، هناك طريقة أخرى في هذا الصدد، وهي البحث عن الجمالية والجاذبية في عناصر مقدمة الصورة.
نبذة عن الموضوع:
من خلال هذه المقالة سوف تتعرف على ما يلي:
- ماهو دور الخطوط في تركيب الصورة المثالية، وإعطائها عمقا واسعا.
- كيف تؤثر الألوان على الرسالة النهائية للصورة الملتقطة.
- ماهي العناصر التي يمكن إضافتها لمقدمة الصورة كي نحصل على نتيجة مذهلة.
من أجل الحصول على صورة مركبة بشكل مثالي، لابد من تخصيص قدر كافي من الأهمية للعناصر التالية:
الخطوط:
تلعب هذه الخطوط دورا أساسيا، حيث تسمح لنا بالدخول في الصورة وإعطائها عمقا واسعا، جميع الخطوط تقود رؤيتنا في اتجاه واحد دوما، لكن هذا التأثير يتضاعف بشكل كبير عندما تكون هذه الخطوط منحنية. خير دليل على ذلك هو ما يظهر في الصورة أسفله، فالصورتان تم إلتقاطهما في مكان واحد لكن في زمنين مختلفين، فمع تغيير منظر الحديقة، أكيد تتغير نظرتنا إلى الصورة، كما أن جاذبتها تكبر أكثر. ماهي الصورة التي تجذبك أكثر هل الصورة التي توجد على اليمين أم اليسار؟ بلا أدنى شك ستكون قد إخترت الصورة التي يظهر فيها تصميم الحديقة على شكل حرف S المنحني، أي الصورة التي توجد على يمينك. أليس كذلك؟ حاول أن تبحدث دوما عن الخطوط المنحنية عندما يكون ذلك في متناولك لتدمجها في الصور التي تقوم بالتقاطها، بهذا سوف تحصل على رحلة بصرية مميزة تثري تركيب صورك.
الألوان:
لو إطلعت على الموضوع الذي تطرقنا له سابقا في مدونة المصور تحت عنوان: أثر الألوان على نفسية المصور والمشاهد، سوف تفهم بشكل جيد معنى كل لون وما يمكن أن يضيفه على صورك من جمالية وجاذبية. الألوان الدافئة، خصوصا اللون الأحمر، هي أول ما تقوم به حواسنا البصرية بالتقاطها بسرعة كبيرة. ضع هذا الأمر في محط اهتمامك وامنح اعتبارا يليق به، كي تستغله بشكل جيد أثناء قيامك بتركيب الصورة، لو كنت تصور مثلا حقل عشب مملوء بالأزهار، ستمنح لمسة سحرية للصورة التي ستجعل فيها ظهور زهرة حمراء في مقدمة الصورة، يعني الإعتماد على لون أحمر دافئ بدلا من لون أزرق بارد. كما أن لون الخلفية الأخضر، وهو لون العشب الأخضر، سيكون اللون المعاكس لمقدمة الصورة، مما سيعطيها جمالية أكبر. بهذا ستصل لإرغام المشاهد على الانجذاب نحو صورتك، طبعا مع عدم الإغفال على طمس خلفيتها.
القوام:
إبحث عن العناصر والمواد المختلفة التي يمكنها أن تعزز رسالة الصورة، من خلال وضعها في مقدمتها بشكل متناسق ومرتب. من بين التقنيات البسيطة التي يعتمد عليها ثلة من المصورين في إضافة لمسة خاصة على صورهم، هي وضع الكاميرا في منطقة قريبة من الأرض أو على وشك ملامستها لسطح الأرض، هذه التقنية تعطيك جمالية كبيرة حقا. لو كنت تصور في شارع ما، مفروش بالبلاط القديم، تشجع وجرب هذه التقنية، سوف تنبهر بلا شك في النتيجة التي ستحصل عليها. في الصورة أسفله سوف تلمس تأثيرا مميزا على الصورة، حيث أنها التقطت في يوم ماطر، مع تأثير الأشعة المنعكسة على الأرض من خلال منظر غروب الشمس، والمصور حاول وضع الكاميرا بمقربة من سطح الأرض، مما أعطاه عمق واسع للصورة، بالإضافة إلى وجود شخصين في مقدمة الصورة اللذان عززا رسالتها بشكل كبير. أنت بدورك يمكنك أن تستغل هذه العناصر في تركيب صورة مثالية، خصوصا مع اقتراب فصل الخريف الذي سيمنحك أشياء جميلة جدا لتعزيز رسالة صورتك.
خلاصة: إن المزج بين العناصر السابقة فيما بينها أثناء تركيب الصور التي أنت مقبل على التقاطها، من شأنه أن يساعدك على إضافة تأثيرات جد حاسمة، ستساهم بشكل مباشر على تحسين جمالية وجاذبتها. الأمر الذي نركز عليه دوما هو حمل الكاميرا كلما أتيحت لك الفرصة لذلك القيام بمجموعة من المحاولات في كل درس تتعلم، بهذه الطريقة سوف تكتشف أسرار كثيرة، حيث أن كل كاميرا لها مميزاتها وخواصها التي تميزها عن غيرها، وبالتالي دوما هناك فرصة لتعطيك المزيد من الأشياء التي ستزيد من جمالية صورك.