تصوير العائلة مثل المصورين المحترفين. أهلا بك من جديد في الجزء الثاني من موضوع
كيف تتقن تصوير العائلة باحترافية كبيرة مثل المصورين المحترفين؟ توجد العديد من أشكال الأسر أو العائلات، يمكننا أن نذكر على سبيل المثال،
الأسرة النواة، الممتدة، المشتركة، الاستبدادية، الديموقراطية، العائلة
وغيرها...، لكن كلها يجمعها قاسم مشترك، والذي يكمن في العلاقة فيما بين
أفرادها. تعتبر الصور العائلية أكثر تعقيدا من الصور الفردية لمجموعة من
الإعتبارات ولأسباب مختلفة، حيث تختلف عقليتهم وطريقة تعاملهم، لهذا وجب
عليك كمصور محترف أن تحاول التنسيق معهم بكل بساطة، كما أنه من المهم جدا
أن تعكس شخصيتك والتفاعل الديناميكي بين كل أفرادها.
فخلال الجزء الأول من هذا الموضوع تطرقنا إلى النقاط التالية:
- كيفية العناية بالهندام بشكل جيد، وماهو تأثير المظهر الخارجي على الصور؟
- هل إختيار المكان المناسب للتصوير له أهمية أم لا؟
- كيف تحول جلسة التصوير لحدث ممتع ومسلي؟
- ماهي شروط الإضاءة المناسبة لتصوير العائلة في الفضاء الخارجي أو في المناطق الداخلية؟
أما في هذا الجزء الثاني من الموضوع سوف نتناول فيه النقاط التالية:
- كيف تقوم باختيار الوضعية المناسبة لكل فرد من أفراد العائلة أثناء جلسة التصوير؟
- ماهي فتحة العدسة المناسبة للحصول على صورة مذهلة للعائلة؟
- كيف تعبر عن جوهر العائلة وتجانسها في الصورة؟
- كيف تبحث عن التكوين المثالي لصورك؟
- ماهو الهدف من استخدام التصوير المتسلسل لأكثر من مرة أثناء تصوير العائلة؟
- كيف يمكنك أن تحول جلسة التصوير إلى لحظات ممتعة؟
- ما الغاية من إظهار إبداعك في التصوير والإخراج؟
- كيف تقوم بإلتقاط المشاعر والعواطف أثناء تصوير العائلة؟
لو كنت مهتم بمعرفة كل التفاصيل المتعلقة بهذه النقاط أدعوك لقراءة المقال حتى النهاية.
الوضعية المناسبة لكل فرد في جلسة التصوير:
تجنب أن يكون أي فرد من أفراد العائلة التي تقوم بتصويرها أية وضعية محرجة أو قسرية، يعني إلزامية، فكلما حاولت أن تحصل على وضعيات طبيعية لكل الأفراد وإلا حققت نتائج مثالية ومميزة في صورك. لو كنت تصور عائلة مكونة من عدد كبير من الأفراد، يمكنك الإستعانة بالسلالم، كرسي في الحديقة أو أي شيء آخر تراه مناسبا، وذلك من أجل إعطاء كل فرد منهم مكانه الذي يليق به ويجعله أكثر راحة مما سيساعدك على الحصول على ترتيب متناسق في الصورة. على سبيل المثال، الإعتماد على كرسي في الحديقة هو حل مثالي، حيث يجلس الأشخاص ذوي القامات القصيرة على الكرسي حاملين أطفال صغار بين أحضانهم، وأصحاب القامات الطويلة يمكنهم الوقوف في الوراء أما الأطفال اللذين تتراوح أعمارهم مابين 7 إلى 12 سنة يمكنهم الجلوس على الأرض أمام الكرسي. بهذه الطريقة يمكنك تصوير مجموعة تتضمن عدد كبير من الأفراد.
استخدام فتحة العدسة المناسبة للتصوير:
أثناء تصوير البورتريه غالبا ما يوصى باستخدام أكبر فتحة عدسة ممكنة، يعني رقم
f يكون صغيرا، مثل
f/1.8. لكن
بالنسبة لتصوير العائلة فالأمر مختلف تماما، حيث لا ينصح فتح
فتحة العدسة كثيرا، رغم أننا نصور بورتريه. أفضل فتحة يمكن الاستعانة بها هي
f/8 فهي تعتبر مثالية لمثل هذا النوع من التصوير. لو كنت مصر على استخدام
فتحة عدسة واسعة قصد الحصول على إضاءة مميزة، كل حرصا على أن
جميع أفراد المجموعة يوجدون في نفس مستوى التصوير كي تتمكن من التركيز عليهم كلهم وتجنب أن يظهر أحد الأفراد مضبب. أما لو كانت المجموعة تتكون من عدد كبير من الأفراد، فعليك باستخدام فتحة عدسة صغيرة، يعني رقم
f يكون كبيرا.
التعبير عن جوهر العائلة في الصورة:
ليس المهم هو تصوير أفراد العائلة فقط، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى التعبير عن شخصية كل واحد منهم في الصورة. يمكنهم أن يظهروا في الصورة وهم مع الأشياء التي يحبونها أو يستخدمونها عادة، خصوصا الأطفال. ل
يس من الضرورة أن ينظر كل أفراد العائلة للكاميرا، فما هو مهم حقا هو أن يتم عرض وحدة وتجانس الأسرة كما هو في الواقع.
البحث عن التكوين المثالي للصورة:
تذكر كل النصائح السابقة التي تحدثنا فيها عن الكيفية المناسبة لتكوين الصورة المثالية. تكوين صورة بورتريه مهم جدا، حيث يجب أن تحرص جيدا بأن
لا تقطع أي جزء من أجزء جسم أي فرد من أفراد العائلة في الصورة، في حالة لو إلتقطت صورة يظهرون فيها واقفون، ركز بأن تظهر أرجلهم كاملة ولا تخفي منها شيئا.
إستخدام تقنية التصوير المتسلسل أكثر من مرة:
عندما تصور مجموعة تتكون من عدة أفراد غالبا ما سيظهر أحدهم بعيون مغلقة أو بحركة غير مرغوب فيها، مما قد يفسد الصورة بأكملها. لهذا ف
الاعتماد على استخدام تقنية التصوير المتسلسل ينصح به في هذه الحالة، حيث كلما إلتقطت عدة صورة لنفس المشهد سوف تحصل من بينها على الصورة التي يظهر فيها كل الأفراد بشكل جيد.
أحرص أن تكون جلسة التصوير جد مرنة:
بدون أدنى شك قبل أن تخرج للتصوير، ستكون قد هيأت لها ظروفها وحاولت إخراجها بشكل ما من الأشكال، هذا أمر جيد ومرغوب فيه، لكن لا تنسى أن تعير الإهتمام الكافي لتلك اللحظات العفوية التي قد تحدث في أية جلسة تصوير، التي من الممكن جدا أن تمنحك فرصة
إلتقاط صورة مذهلة للحظات جميلة قد تكون أفضل بكثير من اللحظات الإرتجالية في التصوير.
أظهر إبداعك في الإخراج والتصوير:
لا تقيد نفسك بخطوات تصوير البورتريه الكلاسيكي المعروف، بل حاول أن تدخل على جلسة تصويرك نوعا من الحيوية والنشاط، قم بتنويع الإخراج واجعله أكثر تسلية، مثل تنظيم مسابقة جري، إبتكار لعبة يمكن أن يشارك فيها الجميع أو بكل بساطة قم بتغيير وجهة النظهر لتصوير البورتريه بأي شيء تراه مناسب لك وللعائلة التي تقوم بتصويرها، أكيد أنك تعلم جيدا أن الخيال لا حدود له، إستغله في صالحك إذن.
إسخدام الحامل الثلاثي في التصوير:
لماذا يجب أن تستخدم الحامل الثلاثي في هذه الحالة؟ حسنا
لو كنت واحدا من أفراد العائلة التي تصورها، ألا يستحق الأمر أن تظهر أنت أيضا في الصورة بجانبهم. قم بإعداد الكاميرا وضبطها على المؤقت الذاتي أو استعمل زر التحكم عن بعد الخاصة بالكاميرا بعد تثبيتها على الحامل الثلاثي بكل تأكيد. هناك لحظات لا تنسى ولا تتكرر في كل مرة، حاول أن يكون لك نصيب منها.
إلتقاط المشاعر أثناء التصوير:
تركت هذه النصيحة حتى النهاية كونها المفضلة لدي، بكل بساطة المشاعر والعواطف مهمة جدا في الحياة، من خلال الصورة يمكنك أن تخلق الكثير من المشاعر المميزة، كما أنه لا يوجد أفضل من إلتقاط لحظة عاطفية من خلال وضعيات وإيماءات محببة. التفاعل بين الأعضاء والمودة فيها بينهم لا يمكن أن تغيب عن أية صورة عائلية.
إلى هنا نصل لنهاية هذا المقال الذي أتمنى من كل قلبي أن يكون قد أمتعك، والأكثر من ذلك أنه أفادك في كيفية تعاملك مستقبلا مع تصوير عائلة ما، أو حتى عائلتك أنت. أعتقد أني لم أنسى شيء مهم في هذا الصدد، لو كان لديك أي سؤال في الموضوع لا تتردد في طرحه أسفل الموضوع عبر خدمة الردود.
شكرا لك لأنك أتممت الموضوع حتى النهاية، أكيد وصولك إلى هنا يعني رغبتك في الاستفادة والتعلم، لو تعلمت شيئا مفيدا من هذا المقال شاركه مع أصدقائك ربما قد تقدم لهم يد مساعدة هم في أمس الحاجة إليها.