الاخطاء الأكثر شيوعا في التصوير الفوتوغرافي الرقمي
التصوير الفوتوغرافي الرقمي هواية رائعة جدا بحيث تسمح للمصور السفر عبر الزمن البعيد لاسترجاع وعيش لحظات في الماضي الجميل من تذكر الأهل والأحباب وكذا أروع الأماكن التي تم زيارتها من قبل، من ناحية أخرى فالتصوير الفوتوغرافي يعتبر أجمل وسيلة لجمع الكثير من الأسرار عن أشخاص ومناظر في صورة واحدة فقط وفي لحظات معدودة بأقل مجهود. كما أن الصورة تحكي عن قصة بأكملها.ما يميز التصوير الفوتوغرافي الرقمي عن التصوير الكلاسيكي الذي كانت تستخدم فيه الكاميرا التناظرية يكمن بالأساس في سهولة الوصول لأرشيف الصور بسرعة أكبر على عكس ذلك فالبحث عن صورة معينة في أرشيف صور مطبوعة على الورق يعتبر عمل شاق ويتطلب وقت كبير جدا، بالاضافة طبعا إلى سهولة ضياع الصور وتلفها مع مرور الزمن بسبب الظروف الخارجية التي تؤثر بشكل سلبي على الورق المستخدم لطباعة الصور.
حفظ الصور الرقمية ميسر ويمكن معاينتها في أية لحظة ومن أي مكان في العالم، إما عن طريق تسجيلها على بطاقات الذاكرة المختلفة أو رفعها على إحدى الخدمات السحابية سواء المجانية أو المدفوعة، مع أن الاقدام على هذه الخطوة يجب أن تتم بعقلانية والعمل على رفع مستوى الحماية كي لا تتعرض للاختراق من قبل أشخاص آخرين.
كل هذا يبدو جميلا لكن هناك بعض الأخطاء الشائعة في مجال التصوير الرقمي نذكر من بينها العشرة الأكثر إنتشارا بين المصورين المبتدئين.
- عدم قراءة الكتيب المرفق مع آلة التصوير الرقمية مما يجعل المستعمل لها غير قادر على استغلال كل مميزاتها لعدم إلمامه بكيفية إستعمالها الحقيقي. الكثير من المصورين المبتدئين يهملون هذا الجانب، كونهم يركزون في البداية عن التعامل المباشر مع الكاميرا الجديدة، هذا أمر لا غنى عنه إما بسبب الفضول أو التشوق لالتقاط صور مميزة بواسطة الكاميرا الحديثة. الجميل في دليل مستخدم الكاميرا أنه مرجع أساسي لفهم كافة الأشياء المتعلقة بتشغيلها واستخدامها على أحسن وجه، كما أن الأمر يتجاوز ذلك ليصل إلى حد التعرف على بعض أسرار التصوير الفوتوغرافي الرقمي المدمجة في الكتيب.
- التصوير بجودة أقل قصد جمع عدد كبير من الصور في بطاقة الذاكرة، فالأفضل في هذه الحالة شراء بطاقة ذاكرة بسعة أكبر. معلوم أن التصوير بصيغة الراو raw على سبيل المثال تستهلك مساحة كبيرة جدا على بطاقة الذاكرة، حيث أن حجم الصورة الواحدة يمكن أن يصل إلى 7 ميجا بايت، لكن هذه الخطوة تعتبر مثالية جدا في حالة كنت تود التعديل على الصور فيما بعد، كون أن صيغة الراو raw تحتفظ بكل المعلومات المتعلقة بالصورة لهذا يكون حجم الملف كبير، في مقابل ذلك سيكون أمامك متسع من الحرية في عملية التعديل والتحرير دون المساس بجودة الصورة الأصلية
- إعتقاد بعض المصورين أن فلاش آلة التصوير يمكن أن تصل إضاءته إلى ما بعد 4 أمتار, وهذا خطأ كبير جدا فالفلاش له حدوده لا يمكنه أن يتجاوزها. الفلاش المدمج في الكاميرا أعتبره شخصيا إضافة لا فائدة منها مادام أنه لا يضيف أي ميزة على الصورة. لو قمت باستخدام الفلاش المدمج في التصوير الليلي أثناء التقاط صورة بورتريه مثلا، أكيد أنك ستقوم بتصوير الشخص وفي نفس الوقت ستدمر الخلفية لأنها ستظهر سوداء وكأنك قمت بالتصوير في الفضاء الداخلي وليس في فضاء، كما أن ضوء هذا النوع من الفلاش يكون مباشر ويعطيك إضاءة نقطية أو موضعية غير موزعة بشكل غير متساوي على الهدف الذي أنت بصدد تصويره على عكس الفلاش الخارجي الذي يعطي نتائج مثالية.
- عدم أخذ نسخة إحتياطية للصور، فعلى المصور أن يكون جد منظم في عمله كي لا يفقد لحظات قد لا يجد لها مثيل ولا عوض عندما يكون بحاجة لذلك، فرغم وجود برامج إستعادة الصور إلا أن الأمر لا يستحق كل هذا الجهد ما دام أن أخذ نسخة إحتياطية أسهل بكثير. أفضل طريقة لعمل نسخ احتياطية لصورك هي شراء قرص صلب خارجي بالحجم الذي يناسبك والتفكير ايضا في جودة المنتوج عبر اقتناء صنف ssd ذي السرعة العالية في القراءة والكتابة كي تسهل عليك عملية نقل الصور إليه وكذا البحث عنها بسرعة أكبر وقت الحاجة.
- التعديل على الصور الأصلية دون حفظ نسخة من الصورة مما يؤدي إلى فقدان الخاصيات الأولية للصورة الأصلية. أشرنا سابقا أن التعديل أو التحرير على الصور يستحسن أن يتم على صيغ الراو raw، لكن إن كنت قد التقطت صورك بصيغ أخرى لا تقم أبدا بمسح الصورة الأصلية بعد التعديل عليها، فربما يتحتاجها لعمل آخر.
- وضع إصبع اليد على الفلاش أثناء القيام بأخذ صورة معينة في ظروف ما، وهذا طبعا له تأثير قد لا يظهر أثناء إلتقاط الصورة لكن فيما بعد قد يتحسر على تلك الصورة الضائعة بسبب خطأ كان من الممكن تجنبه بكل سهولة فالتركيز أثناء التصوير مهم جدا. هذا الخطأ نجده كثير خلال استخدام الفلاش المدمج مع الكاميرا، لذا كن جد حرصا في كيفية التعامل مع مسك الكاميرا بالطرق الصحيحة لتجنب هذا الأمر.
- إستخدام الزوم الرقمي من أجل تقريب لقطة معينة أو منظر من الطبيعة، الأمر لا يستحق كل هذا فكل صورة لها قيمتها. والأفضل هو إستعمال الزوم العادي والاقتراب من المنظر المراد تصويره أفضل بكثير. لو تعذر عليك الاقتراب من الهدف المراد تصويره يمكنك تعويض ذلك باستخدام عدسة ذات بعد بؤري أكبر أو ما يطلق عليها عدسات الزوم، فهي تحافظ على نفس الجودة البصرية للصورة حتى لو تم تقريبها ذلك أن الزوم الذي تستخدمه يكون بصري وليس رقمي.
- وضع إصبع اليد على أمام نقاط التركيز مما سيعطينا صورة كارثية بكل معنى الكلمة، إن لم يكن جزء من الصورة قد ضاع بسبب هذه الحركة فأكيد ستكون مشوشة لكون أن المستشعر سيركز على الأصبع بدلا من اللقطة المراد إلتقاطها. في بعض الاحيان قد لا ينتبه المصور المبتدئ لأمر ظهور جزء من اصبعه في مشهد الصورة وعندما يلتقط الصورة ان لم يقوم بمعاينة النتيجة عبر شاشة الكاميرا سيكون قد خسر تلك اللقطة بكل تأكيد.
- عدم شحن البطارية الخاصة بكاميرا التصوير قبل الذهاب لمكان التصوير، فهذا أمر بالغ الأهمية فلو نفذت البطارية يعني أن المصور وكأنه لم يأخذ معه الكاميرا الخاصة به. من الأفضل دوما الحرص على تفقد مستوى شحن البطارية. لتجنب هذه المشكلة أيضا يمكنك شراء بطارية إضافية، طبعا يجب أن تكون مشحونة أيضا.
- عدم تفريغ الصور التي تم إلتقاطها من قبل من بطاقة الذاكرة قبل الخروج للتصوير، طبعا النتيجة معروفة في هذه الحالة ظهور رسالة تعلمك بأن بطاقة الذاكرة لا تسمح بتخزين صور أخرى. ما عساك أن تقوم به في هذه الحالة، هل ستمسح الصور القديمة أم ستظل مكتوف الأيدي دون التقاط أي صورة جديدة. شخصيا أفضل دوما حمل أكثر من بطاقة ذاكرة فيمكن أن تتعطل في أية لحظة، لا أقول لك احمل معك بطاقة ذاكرة ثانية، بل خذ معك ثلاثة بطائق أو أكثر لأن لو ضيعت لقطة ما لن تستطيع العودة إليها أبدا.
هذه هي بعض الأخطاء التي قد تعرقل المصور خلال القيام بعمله, لذا وجب التركيز عليها قصد تجنبها وبالتالي الحصول على صورة جميلة.